جامعات عربية في بلدان أجنبية

التطور العلمي والمعرفة الإنسانية هما حصيلة تفاعل وتراكم الأفكار والجهود الإنسانية لكل البشر على مر العصور. والمؤسسات التعليمية على اختلاف مستوياتها، بدءاً من المراحل الابتدائية إلى الجامعة، هي جزء رئيس من دعائم ذلك التطور، اعتماداً على مناهج تعليمية جادة ومكملة لبعضها بعضاً، ومنبثقة عن حاجات المجتمع، بجهود معلمين أكفاء مُدرّبين تدريباً عالياً ومتواصلاً، بما يساهم في تعزيز قدرات الطلاب الذهنية والإبداعية، مع محاولة الربط الدائم بين النظرية والتطبيق، بين النقد البنّاء واحترام وجهات نظر الآخرين، والتمييز بين المصلحة العامة والخاصة، وتغليب الأولى على الثانية، وإنشاء معاهد أو جامعات عربية متطورة، والاستفادة من خبرات الدول التي قطعت أشواطاً طويلة في تلك المجالات. نحو هذه الغاية، أقترح إنشاء جامعات أو معاهد علمية عربية في دول متطورة علمياً وتقنياً على غرار الجامعات الغربية في بعض الدول العربية، مثلاً إنشاء جامعة بغداد في لندن للعلوم الطبية، أو جامعة دمشق في باريس للعلوم الزراعية وجامعة القاهرة في واشنطن لعلوم الحاسب، إلخ، بحيث يتم التدريس فيها بمناهج مترجمة إلى العربية من إحدى الجامعات المحلية في بريطانيا أو فرنسا أو أمريكا، على غرار الجامعة الأمريكية في بيروت أو الجامعة الأمريكية في القاهرة أو كثير من الجامعات الأمريكية في دول الخليج، التي تدرس مناهجها باللغة الإنكليزية في البلدان العربية. وهكذا، يمكن لمثل هذه الجامعات تزويد الطلاب العرب بالخبرة والمعرفة العلمية المحدثة باستمرار، وبلغتهم من حيث يتم انتاج المعرفة والتطوير التقني والعلمي، مما قد يساهم في رفع المستوى العلمي في البلاد العربية